الجمعة، 3 يوليو 2020

فصل الخطاب فيما ساقه الواقدي من روايات وأنساب


فصل الخطاب فيما ساقه الواقدي من روايات وأنساب

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أما بعد ...؛
لسنا في حاجة لإعادة نشر الآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية التي عظمت من قدر الأنساب وطهارة الفراش، وما أود الحديث عن سنوات جهدت خلالها للاطلاع ما استطعت على سير المتقدمين والمتأخرين وما عاصرت من إخوة كرام أحسبهم على خير.
إلا أن ما راعني؛ إلا هؤلاء الذين تبنوا أفكارًا عطبة، اصطنعوا من خلالها قواعد جديدة افتقرت إلى أدنى الضوابط وأدلة الثبوت الشرعية، وروجوا إليها بزعم أن علم الأنساب من العلوم الاجتماعية التي تتسم بطبيعتها الخاصة.
في حين أنه في حقيقة الأمر علم من علوم الشريعة الإسلامية، التي لا تنفك غايته وأحكامه بحال من الأحوال عن غايتها وأحكامها الغراء من حيث الثبوت والنفي، أو الإقرار واللعان، ناهيك على كونه مرتبط ارتباطًا كبيرًا بعلم الحديث بما حملته تراجمه من روايات وأحاديث نبوية.
وقد زعموا أنه لا يشترط لقبول الرواية أن تكون لثقة، فقبلوا رواية الضعيف ومن ثبت كذبه، دون تثبت أو تحقق من صحتها، وصنفوا أبحاثًا وكتبًا على الضعيف والمكذوب، وليتهم اكتفوا بذلك بل عولوا على مخطوطات هي أقرب في رواياتها إلى سلاحف النينجا.
وما إن فتحت شبكات التواصل الاجتماعي منافذها، إلا واستشرى شررهم، وصبغوا عائلات وقبائل بأنساب باطلة، حتى كادت أن تخلع دولة كمصر من جلدتها، وبات أكثر من نصف شعبها يدعون النسب القرشي، رغم علمهم أن قريش بسائر بطونها لم تكن تضاهي حي من أحياء الإسكندرية حينها عددًا.
ولعل في قولي هذا ما يؤلمهم أو ينال منهم، إلا أنني لا أهدف لأشخاص أو أنساب بعينها، فقط وددت إن سلكت بهم طريقًا أراه الأصوب، أو أردهم دون تجريح -أصلح الله حالنا وحالهم.

وإن كان الأمر كما وصفت قد استشرى شرره في زمننا هذا، إلا أنه ليس بجديد، فقد عول بعض المتقدمين على روايات رجال مشهود لهم بالكذب كأبي معشر ومقاتل وغيرهم، بل والمتتبع لكبار المؤرخين يجد بعضهم كابن سعد، أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع الهاشمي بالولاء، البصري، البغدادي المعروف بابن سعد (المتوفى: 230هـ) صاحب الطبقات الكبرى، التي تعد من أكبر المراجع التي يعتمد عليها المؤرخون والنسابون، سيجده عول كثيرًا على روايات الواقدي رغم ضعفه، والتي بلغت عنده أربعة وسبعين رواية، منها ما انفرد بها الواقدي دون غيره.

وفي إيجاز: الواقدي رحمه الله وإن اختلف فيه القول ما بين الضعف والكذب، إلا أنه على أقل تقدير ثابت في حقه أنه ضعيف متروك، لا يؤخذ منه على كثرة رواياته إلا بتحقيق.

فالواقدي: أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد الواقدي المدني مولى بني هاشم، وقيل مولى بني سهم بن أسلم (المتوفى: 207هـ). إن عرضناه على ميزان الجرح والتعديل يزن أحيانًا ويخف الأخرى، ما بين منكر ومقر، فكان القول فيه:
 مثالبه

 أولاً- من قال بكذبه:
1-   قال بندار: ما رأيت أكذب منه.
2-   وفي كتاب العقيلي: منكر الحديث متروك.
3-   قال أبو حاتم الرازي: كان يضع الحديث.
4-   قال إسحاق: هو عندي ممن يضع الحديث.
5-   قال المزي عن الساجي أن الواقدي متهم فينظر.
6-   قال بندار بن بشار: ما رأيت اكذب شفتين من الواقدي.
7-   قال معاوية بن صالح: قال لي أحمد بن حنبل: هو كذاب.
8-   قال يونس بن عبد الأعلى: قال لي الشافعي: كتب الواقدي كذب.
9-   وفي كتاب أبي العرب عن الشافعي: كان بالمدينة سبع رجال يضعون الأسانيد الواقدي أحدهم.
10-  قال النسائي: المعروفون بوضع الحديث على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أربعة: ابن أبي يحيى بالمدينة، والواقدي ببغداد، ومقاتل بن سليمان بخراسان، ومحمد بن سعيد بالشام.

 ثانيًا - من قال بضعفه وتركه:
1-   تركه: أحمد، وابن نمير.
2-   قال النسائي: ليس بثقة.
3-   قال مسلم: متروك الحديث.
4-   وقال أبو زرعة: متروك الحديث.
5-   قاله ابن الجوزي وكأنه غير جيد.
6-   قال الحاكم أبو أحمد: ذاهب الحديث.
7-   قال أبو بشر الدولابي: هو متروك الحديث.
8-   قال أبو زرعة: ترك الناس حديث الواقدي.
9-   قال الإمام ابن حجر: متروك مع سعة علمه.
10-   قال الدارقطني: فيه ضعف مختلف فيه بين على حديثه.
11-  أحمد بن زهير: عن ابن معين، قال: ليس الواقدي بشيء.
12-   قال أبو أحمد الجرجاني: أحاديثه غير محفوظة والبلاء منه.
13-  قال أبو داود: ولا أكتب حديثه ولا أحدث عنه ما أشك أنه كان ينقل الحديث.
14-  قال أبو داود السجستاني: أخبرني من سمع علي بن المديني يقول: روى الواقدي ثلاثين ألف حديث غريب.
15- عن يحيى بن معين، قال: أغرب الواقدي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشرين ألف حديث، وقال أيضًا: كان يقلب أحاديث يونس فيصيرها عن معمر، ليس بثقة.


 مناقــــبه
وعلى الجانب الآخر كان هناك من أثنى عليه وقال فيه قولاً طيبًا ومنهم:
1-   سئل عنه أبو يحيى الزّهريّ فقال: ثقة مأمون.
2-   قال محمد بن سلام الجمحي: الواقدي عالم دهره.
3-   قال إبراهيم الحربي: سمعت أبا عبيد يقول: الواقدي ثقة.
4-   وعن أبي حذافة قال: كان للواقـدي ست مائة قمطر كتب.
5-   قال مجاهد بن موسى: ما كتبت عن أحد أحفظ من الواقدي.
6-   وقال مصعب بن عبد الله، وسئل عن الواقدي فقال: ثقة مأمون.
7-   وقال جابر بن كردي: سمعت يزيد بن هارون يقول: الواقدي ثقة.
8-   وسئل معن بن عيسى عنه فقال: أنا أسأل عن الواقدي؟ الواقدي يسأل عني.
9-   قال جابر بن كردي: سمعت يزيد بن هارون يقول: محمد بن عمر الواقدي ثقة.
10-    عن ابن المبارك قال: كنت أقدم المدينة، فما يفيدني ويدلني على الشيوخ إلا الواقدي.
11-   قال إبراهيم بن أرمة: سمعت عباسا العنبري يقول: الواقدي أحب إلى من عبد الرزاق.
12- قال مصعب الزبيري: والله ما رأينا مثله قط، حدثني من سمع عبد الله بن المبارك يقول: كنت أقدم المدينة فما يفيدني ويدلني على الشيوخ إلا الواقدي.
13-   قال إبراهيم بن جابر الفقيه: سمعت محمد بن إسحاق الصغاني يقول، وذكر الواقدي فقال: والله لولا أنه عندي ثقة ما حدثت عنه.
14- قال يعقوب بن شيبة: لما انتقل الواقدي من جانب الغربي إلى هاهنا يقال: إنه حمل كتبه على عشرين ومائة وقر.
15-  كتب المأمون للواقدي حين ألم به فاقة: فيك خلتان: السخاء، والحياء؟ فأما السخاء فهو الذي أطلق ما ملكت، وأما الحياء فهو الذي منعك من إطلاعنا ما أنت عليه، وقد أمرنا بكذا وكذا، فإن كنا أصبنا إرادتك في بسط يدك فإن خزائن الله مفتوحة.
16-   قال محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الانصاري الرويفعى الإفريقى: جرحه قومٌ ووثقه آخرون، وكان جواداً كريماً مشهوراً بالسخاء، وهو ممن طبق شرق الأرض وغربها ذكره، ولم يخف على أحدٍ، عرف أخيار الناس أمره، وسارت الركبان بكتبه في فنون العلم من المغازي والسير والطبقات وأخبار النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والأحداث التي كانت في وقته، وبعد وفاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكتب الفقه واختلاف الناس في الحديث وغير ذلك.
17-   قال عباس الدوري: مات الواقدي وهو على القضاء وليس به له كفن فبعث المأمون بأكفانه.
18-  قال محمد بن سعد: ولي الواقدي القضاء ببغداد للمأمون أربع سنين، وكان عالما بالمغازي والسيرة والفتوح والأحكام واختلاف الناس، وقد فسر ذلك في كتب استخرجها ووضعها وحدث بها، أخبرني أنه ولد سنة ثلاثين ومائة، وقدم بغداد سنة ثمانين في دين لحقه، فلم يزل بها.

الخلاصة
لا أسوق الواقدي وابن سعد -رحمهما الله- لأنزل منهما، فقدرهما محفوظ ومكانتهما معلومة، وما كان لي أن أنال منهما، وإنما هي رسالة: "بألا يغرنكم من كتب وصنف وساق وأسند، دون تحقيق وتأصيل، ومن ادعى غير ذلك فهو صاحب هوى".

أما فيما يخص الواقدي رحمه الله فكان واسع العلم عظيم الاطلاع، كثير الإنتاج، صدق حين وصف نفسه: ما من أحدٍ إلا وكتبه أكثر من حفظه وحفظي أكثر من كتبي.
وعلى كل ما ناله من نقد فإني على ما ذهب إليه الإمام الذهبي: الواقدي ضعيف، يحتاج إليه في الغزوات والتاريخ، ونورد آثاره من غير احتجاج، أما في الفرائض، فلا ينبغي أن يذكر.

ولعل المطلع على ما صنفت وصاحبي في كتاب التبيين فيمن وطئ أرض مصر من العمريين، يجدني قد بدأت حثيثًا في طلب ذلك، وحاليًا أعمل بشكل أعمق وأدق في كتاب قلائد الجمان في ذرية خضر بن عنان، حيث أتناول فيه النسب ورواياته على هذا المنوال.
والله المستعان

المصادر
لسان الميزان
طبقات الحفاظ
الوافي بالوفيات
تهذيب التهذيب
طبقات النسابين
تذكرة الحفاظ
معجم المؤلفين
سير أعلام النبلاء
الضعفاء والمتروكون
الأعلام للزركلي
تاريخ بغداد وذيوله
تهذيب الكمال في أسماء الرجال
مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر
وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان
قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر
تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام
الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث
إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال
مغاني الأخيار في شرح أسامي رجال معاني الآثار
معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب
مغاني الأخيار في شرح أسامي رجال معاني الآثار
موسوعة أقوال الإمام أحمد بن حنبل في رجال الحديث وعلله






الثلاثاء، 30 يونيو 2020

الحر بن عبيد الله - أنكره عبد الله وأقره عاصم


كان عبيد الله بن عمر رضي الله عنهما، قويًا شديد البطش، وكان قد اكتسب أمة من الكوفة، فنال منها، فاشتملت على ولد وهو لا يدري، ثم إنه غضب عليها فضربها، وطلبت إليه فيها امرأة من بني أسد فوهبها لها، فولدت عندها الحر بن عبيد الله، فباعتها إلى جرير بن عبد الله البجلي، فقالت لجرير: إن هذا ابن عبيد الله بن عمر، فقال جرير: ما كنت لأستعبد ابنا لعمر.
وحين بلغ الحر بن عبيد الله بن عمر، قدم المدينة على عبد الله بن عمر فقال: أنا الحر بن عبيد الله ابن أخيك.
فقال ابن عمر: لست أدخل في هذا النسب أحدا إلا بثبت فإن كانت عندك بينة وإلا فاذهب.
فانصرف غاضبا فمر بعاصم بن عمر بن الخطاب، وكان عاصم عالما بالقيافة فقال: ردوا عليَّ هذا الغلام فلئن كان لعبيد الله ابن إنه لهذا، فقال: يا غلام من أنت؟
قال: أنا الحر بن عبيد الله.
قال: مرحبا بك أنت ابن أخي لعمري، فقبله آل عاصم وزوجوا ولده نساءهم، وأباهم عبد الله بن عمر وولده.
ثم زوج من ولده فيما بعد أبو بكر بن سالم بن عبد الله بن عمر فلحقوا بهم، وثبت نسبهم فلا يعلم اليوم أحد يدفعهم.
وولد الحر: البختري بن الحر، ولولد البختري عدد بحران وبالأندلس؛ كان منهم الطيب بن عمر بن الطيب بن محمد بن السليل بن سعيد بن عبد الودود بن البختري بن عمر بن البختري بن الحر بن عبيد الله بن عمر، كان مدبر مملكة إدريس بن علي بن حمود الحسنى بالمغرب. وولد الطيب هذا: عبد الرحمن، من أهل الطلب والعناية؛ وقد انقرض ولد الطيب بن محمّد بن السليل.
جمل من أنساب الأشراف 10/ 458، 459

جمهرة أنساب العرب 1/ 154


الثلاثاء، 19 مايو 2020

من البيوت العُمرية ببور سعيد الأبية



الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أما بعد...،
من أدرك قوله صلى الله عليه وسلم: «تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر»، لعلم ألا سبيل لصلة الأرحام قبل العلم بها.
ولذلك ذهبت بهذه الترجمة إلى أحد البيوت العمرية التي غابت عن موطنها، لأَصِل الأحفاد بأجداد كرام، وأمهد السبيل للباحثين عن الثمار العُمرية أينما أينعت.
وعلى درب مصنف "قلائد الجمان في ذرية خضر بن عنان" وهو عمل أوشكت إتمامه، شيدت سدًا منيعًا أمام مدعين النسب، بأن أدرجت نظير كل مولود تاريخ ميلاده وفقًا للتقويم الهجري.
السادة العنانية العُمرية ببورسعيد
فمع مطلع القرن الرابع عشر الهجري غُرست أول شجرة للسادة العنانية العُمرية بمدينة بورسعيد.
هجرةُ ليست ببعيدة، فالمشهد ما زال حاضرًا بناحية أولاد عنان ببشلا، والتي لم يستطيع أحد بها أن يثني ذاك الفتى ذو البنيان القوي المتمرد على الواقع ليتخلى عن قراره، فلم يكن هناك حينئذٍ ما يستدعي لمثله أن يترك قومًا يعيش بينهم في سعة ومنعة، سوى الفارق بين قرية بطبيعتها الخشنة ومدينة واعدة كبورسعيد تزهو بنفسها على مجرى قناة السويس.
انطلق محمد بن علي عنان دون تردد، متخليًا عن ذكريات طفولته، وحنين الديار ليضع اللبنة الأولى هناك في أقصى الشمال لأول بيت عناني عمري ببورسعيد.
نســبه
هو: محمد بن علي بن محمد بن علي الدين بن حسين بن محمد بن حسين بن سراج الدين بن علي الدين بن سراج الدين بن عنان بن إبراهيم بن خضر بن علي بن خضر بن علي بن عنان بن علي بن عليم العمري السابق بيان نسبه إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
جده الثاني الشيخ علي الدين المعروف بعلاء الدين رأس أحد بطون السادة العنانية ببشلا، الذي أعقب عمر؛ فاطمة؛ محمد.
وأعقب عمر بن علي الدين: حسين؛ جاد؛ متولي؛ محمود. أما فاطمة بنت علي الدين فتزوجها سيد الأهل بن شحاته بن حسين عنان وولدت له: محمد؛ أم الرزق؛ الست؛ الحنفي؛ عبد الله.
وأما محمد بن علي الدين فقد أعقب: محمد عكاشة والذي انتقلت ذريته إلى مديرية التحرير بالبحيرة؛ علي بن محمد بن علي الدين، الذي أعقب محمدنا هذا.
 ثم أن محمد بن علي بن محمد بن علي الدين بن حسين عنان المنتقل إلى بور سعيد تزوج من السيدة: شفيقة هانم سليمان عوض والتي أعقبت له ببور سعيد: عليّ بن محمد يوم24 رمضان 1327هـ؛ عبده بن محمد يوم 27 ربيع الثاني 1343؛ هانم؛ فاطمة.
وأما هانم بنت محمد عنان تزوجها محفوظ بن أحمد بن مصطفى وولدت له: يحيى؛ سمير؛ رضا.
وأما فاطمة بنت محمد عنان كانت عند محمد بن عبد العزيز بن فكري، وولدت له: أحمد؛ فكرية؛ إكرام؛ نادية،
وأما عبده بن محمد عنان فقد تزوج السيدة: نوال بنت إبراهيم بن احمد الغيطاني، وأمها السيدة: فاطمة بنت حامد جعفر، وجدتها لأمها السيدة: بسيونية بنت علي بن محمد عنان من بيت الشيخ محمد بن عنان صاحب الضريح المشهود بالبر الغربي لترعة المنصورية، فولدت له: فاطمة بنت عبده بن محمد عنان، وأقام عبده بن محمد عنان في ميت بدر حلوة مركز سمنود، ثم انتقل في نهاية حياته إلى ناحية حفير شهاب الدين بكفر الشيخ وتوفى ودفن بها بمقابر عائلة الجوخي عند أخوال زوجته.
أما علي بن محمد عنان والذي استقر به المقام في بورسعيد وشقيقتيه هانم وفاطمة، فقد تزوج من السيدة: روحية عليّ قوطه وأعقب منها: محمد يوم 14 رمضان 1362 هـ؛ إحسان بنت عليّ؛ عيد بن عليّ يوم 11 شوال 1366 هـ؛ شفيقة هانم بنت عليّ؛ نجوى بنت عليّ؛ سهير بنت عليّ؛ أحمد بن عليّ يوم 4 صفر 1376 هـ.
فأما محمد بن علي فقد أعقب: محمد يوم 20 ذو الحجة 1403 هـ؛ هناء، وأمهما السيدة: آمال محمد.
وأما إحسان بنت علي تزوجها أحمد بن محمد العزبي وشهرته "محمود العزبي" وولدت له: محمد بنت محمود العزبي يوم 30 محرم 1384 هـ؛ إيمان بنت محمود العزبي.
وأما عيد بن عليّ أعقب: تامر يوم 17 رجب 1400 هـ؛ خالد (درج) يوم 26 ربيع ثاني 1403 هـ؛ محمد 22 ذو الحجة 1408 هـ، وأمهم السيدة: ناهد عبد الحميد.
وأما شفيقة هانم بنت علي تزوجها محمود بن ياقوت بن إبراهيم، وولدت له: أسامة محمود يوم 10 ذو الحجة 1387 هـ؛ محمد؛ ياقوت؛ عمرو يوم 24 شعبان 1400 هـ.
وأما نجوى بنت عليّ تزوجها التابعي بن السعيد بن التابعي سقوطه.
وأما سهير بنت عليّ كانت عند محسن بن محمد ين ابراهيم صبيح، وولدت له: إيهاب يوم 23 ربيع الأول 1398 هـ، ثم خلف عليها عبده بن محمود بن عشري هويدي وولدت له: أحمد يوم 23 رجب 1404 هـ.
وأما أحمد بن علي عنان أعقب: محمد بن أحمد يوم 8 شوال 1405 هـ؛ نهي؛ كريم 27 شوال 1409هـ؛ نورهان؛ ندي، وأمهم السيدة: هالة محمد.
العودة أثناء العدوان
وعلى إثر العدوان الإسرائيلي الغادر سنة 1967م، عاد الطير المهاجر إلى دياره حتى كشف الله الغمة عن مصر وعادت الأرض، ثم الرحيل مرة أخرى إلى بورسعيد.
ولعل عودة السيد: عليّ بن محمد عنان واخوته هانم؛ فاطمة وعبده وأبنائهم إلى ديار أجدادهم، ما أعاد اتصال الحاضر بالماضي، وأومض الذاكرة بهذا البيت الكريم، قبل أن يطويه النسيان.

السبت، 25 أبريل 2020

قاتل عثمان


قاتل عثمان

                        


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أما بعد ...،
مازال بعض الروافض يطنطنون بكذب، مدعين أن عمرو بن الحمق الخزاعي أحد قتلة عثمان رضي الله عنه ممن شهدوا بدر، ولعل تورطهم في قتله ما يدفعهم لذلك.
وإن كانت تلك الشبهة تبدو للبعض وكأنها لا ترقى لخلاف بيننا وبينهم، إلا أنها في حقيقة الأمر تنطوي على طعن في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين: " وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم".
فكان القاء الضوء على قاتل عثمان، يقتصر فقط على اجلاء حقيقة أمره من خلال:


أولاً - التعريف بنسبه:
فالمتواتر أنه يتصل نسبًا بعمرو بن لحي أول من جلب الأصنام حول الكعبة وشرع عبادتها، فهو:
عمرو بن الحمق بن الكاهن بن حبيب بن عمرو بن القين بن دراج بن عمرو بن سعد بن كعب بن عمرو بن لحي وهو ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن امرئ القيس ابن مازن بن الأزد وهو أبو خزاعة الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر (هود عليه السلام) بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح (عليه السلام).


ثانيًا - دوره في فتنة قتل عثمان:
كان عمرو بن الحمق أحد قادة الفتنة، وتزعم من اقتحموا الدار، فما إن سقط عثمان رضي الله عنه على الأرض أمامه، حتى قعد على صدره الشريف وطعنه تسعة طعنات، ونقل البلاذري قوله: طعنته تسع طعنات علمت أنه مات في ثلاث منهن، ولكني وجأته الست الأخر لما كان في نفسي عليه من الحنق والغيظ.
وقد كان المصريون الذين حصروا عثمان ستمائة: رأسهم كنانة بن بشر، وابن عديس البلوي، وعمرو بن الحمق، والذين قدموا من الكوفة مائتين، رأسهم الأشتر النخعي، والذين قدموا من البصرة مائة، رأسهم حكيم ببن جبلة، وكانوا يدا واحدة في الشر، وكانت حثالة من الناس قد ضووا إليهم.


ثالثًا - متى أسلم وهل شهد بدرًا؟:
وإن اتفقت جميع المصادر على اسلامه حيال حياة النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أنها انقسمت فيما بينها حول تاريخ اسلامه إلى فريقين:
* الأول: أسلم بعد صلح الحديبية.
* الثاني: أسلم بعد حجة الوداع.

وبذلك يكون إسلامه بعد صلح الحديبية وقبل حجة الوداع أي فيما بين السنة السادسة والعاشرة من الهجرة، أمرًا لا خلاف فيه، وما بات معه استحالة لحاقة بغزوة بدر التي كانت في السنة الثانية من الهجرة.

فمن المسلم به أن:
غزوة بدر في رمضان من السنة الثانية للهجرة
صلح الحديبية في ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة
حجة الوداع في ذي القعدة من السنة العاشرة للهجرة
وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة

وعلى هذا النحو قد أرخ لإسلامه جمع غفير من الأئمة والمؤرخين أوجز منهم:
* أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي (المتوفى: 463هـ) صاحب "الاستيعاب في معرفة الأصحاب"
* أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى: 774هـ) صاحب "البداية والنهاية"
* عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ) صاحب " حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة"

وبذلك يكون زعم الرافضة أنه ممن شهدوا بدر غير صحيح، فقد كان إبانها وبعدها ما زال على شِركه حتى أسلم فيما بين السنة السادسة والعاشرة من الهجرة.


رابعًا : مدى صحة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له:
وفيما يخص ما ورد عن إبراهيم بن محمد بن الضحاك حدثنا محمد بن سنجر ثنا أبو مسهر ثنا يحيى بن حمزة حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قال: حدثني يوسف بن سليمان عن جدته ميمونة تأثره عن عمرو بن الحمق الخزاعي: أنه سقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبنًا؛ فقال: "اللهمّ، أمتعه بشبابه"، فمرت عليه ثمانون سنة لم ير شعرة بيضاء.
فهو حديث في اسناده ضعيف من وجهين:
الأول: إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة؛ متروك الحديث؛ كما في "التقريب".
الثاني: يوسف بن سليمان؛ مجهول لم يوثقه أحد.
وقال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث غريب؛ وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة المذكور في سنده ضعيف عندهم جميعًا من جهة سوء حفظه.


خامسًا - مقتله:
أول رأس حمل في الإسلام كان رأس عمرو بن الحمق:
قتله عبد الرحمن بن عثمان الثقفي قصاصًا لقتل عثمان رضي الله عنه، وبعث برأسه إلى معاوية وهو أول رأس بعث به في الإِسلام.


وأخيرًا: وإن كنا لا ندعي عصمة لأي من الصحابة رضوان الله عليهم، ولا ننكر على الرجل صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم، ولكن فقط نجلي حقيقة أنه ليس كما يزعمون من أكابر الصحابة أو ممن شهدوا بدر.

المصادر:
تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف، معجم الصحابة، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ، لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح، مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه والقول المكتفى على سنن المصطفى، تاريخ المدينة لابن شبة، المصنف في الأحاديث والآثار، الأوائل للطبراني، عُجالةُ الرّاغِب المُتَمَنِّي في تخريج كِتابِ «عَمَلِ اليَوم وَالليلة» لابن السُّنِّي، مرآة الزمان في تواريخ الأعيان، تاريخ الإسلام، البداية والنهاية، حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة، تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية، أنساب الأشراف للبلاذري.