السبت، 29 يونيو 2019

ما استحدثه التبيين فيمن وطئ أرض مصر من العمريين

التبيين فيمن وطئ أرض مصر من العُمريين



الحمد لله الذي يسَّرَ السبيل لمن أراد، وهدى إلى الصراط المستقيم من شآء من العباد، وجعل الأعمال الصالحة ذخيرةً ليوم الميعاد، وأشهد أن لا إله إلا الله مفرج الكربات، ومقيل العثرات، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أما ... بعد،
 لعله قد يبدو للبعض أن موسوعة "التبيين فيمن وطئ أرض مصر من العُمريين" على نمط غيرها من سائر الأعمال المتعلقة بالتراجم والأنساب.
إلا أن المطلع على ما حوته من بحوث وتحقيقات طالت بالإضافة إلى بحوث التراجم والأنساب العديد من الجوانب الدينية والتاريخ والجغرافية، وما تعلق بها من أحداث وثورات وهجرات، خلال القرون محل هذا العمل، سيدرك أن العمل قد نحا منحى جديد، لاسيما في مجال إعمال علم الجرح والتعديل على سائر التحقيقات والمرويات.
فقد وضع العمل لنفسه منهجاً متشدداً، تعثرت بسببه ولادته ثلاث سنوات، بل كاد أن يتوقف البحث أكثر من مرة، ويتنازل صاحباه عن استكمال ما عزما عليه.
فكان من أشد معايير هذا العمل وأثقلها:
 * تقديم النقل على العقل: فقدّما المعتبر المنقول كدليل شهرة وأساس ثبوت، على غلبة المروي واستنباط العقول.
 * المعتبر في سلامة المعتقد: فلم يعوّلا إلا على مصنفات أهل السنة والجماعة، ولم يأخذا من غيرهم من أهل الفرق إلا فيما اتفق أو على سبيل الاستدلال والاستئناس.
* الالتزام بضوابط وشروط ثبوت الأنساب الشرعية: والتي تدور ما بين إقرار، تواتر، استفاضة، وشهرة، واستبعدا ما ثبت بالشهود لما انتاب الناس في ذممهم من علامات ظاهرة.

* عدم التسليم بالشاذ من الرأي والغريب من القول: فكل قول شاذ غريب غير مستساغ وضعاه في ميزان الجرح والتعديل.
* تنويع المصادر في الأحداث والتراجم: فلم يكتفيا بمصدر واحد وإن كان معتبراً، وخاصة حين تعرضا لحوادث تاريخية أو لتراجم، فنأيا بالبحث عن تبني وجهة نظر واحدة قد ينتابها لبس أو عوار مستتر.
* تتبُّع ذرية المُترجَم له: فمع أن البحث مُنصبّ على شخص من وطئ أرض مصر من العمريين إلا أن العمل حرص على تتبع سلسلة نسبه ومواطن ذريته فكانت من أولوياته ومنتهى غايته.
* وَضْع لكل بطن تشجير: فلم يكتفيا بإيراد مبسوطات لما تتبعاه مِن أنساب، فألحقاه بمشجرات تفصيلية.
هذا بالإضافة إلى عدد كبير من المعايير الأخرى التي ذخر بها العمل، وإن أثقلت كاهل صاحبيه، إلا أنه خرج بدقة ونهج نكاد نزعم معها أنه استحدث قواعد وأدوات خلت منها الكثير من نظائره.
فقد اعتمد على عددٍ ضخم من المصادر التي تنوعت ما بين دينية، تاريخية، جغرافية، معاجم، شعر، أدب، ومخطوطات حتى بلغت مصادره: 324 مصدر.

وترجم لقرابة 420 موطن، وحوالي 400 قبيلة وجماعة، كما ترجم لقرابة 630 من الأعلام والشخصيات.
واشتلمت الموسوعة على ستة أبواب، قُسمت إلى فصول، ثم وزعت على مباحث، وأُلحق به فهارس متنوعة للشخصيات والأماكن والقبائل والموضوعات.
وبلغت أهمية العمل في كونه قد خرج من إطار الكثير من أسلافه في تحقيق الأنساب المعتمد على الظن والمرويات والمصادر الضعيفة، إلى التحقيق العلمي الدقيق الذي اعتمد على المصادر المعتبرة مع اعمال قواعد الجرح والتعديل.
هذا والله ولي التوفيق