الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أما ...بعد،
حين
أطالع سيرة نقيب السادة الأشراف المرحوم: محمد توفيق البكري، العمري، يستوقفني حرص
الرجل على نعت نفسه بالنسبين البكري والعمري، وذلك عن طريق ثلاث بطون ذكرهم في
كتابه بيت الصديق صـ ٩، ١٠ وكانتا منهن السيدة عايدة والدة جده الشيخ محمد البكري، والسيدة
آمنة والدة أبيه ونسبهن يرجع إلى الشيخ محمد بن عنان العُمري.
وكنت
أعتقد أن الرافدين البكري والعناني العُمري لم يلتقيا إلا عند هذه البطون الثلاث فقط،
حتى طالعت سيرة الشيخ: أبو العبّاس الحريثي البكري المصري الشافعي، فوجد أن امتزاج
البيتين سابق على نسب الشريف: محمد توفيق البكري بأربعة قرون تقريباً، حيث تعددت
المصادر التي ترجمت لزواج الشيخ أبو العباس الحريثي البكري من ابنة الشيخ محمد بن
عنان، ومنها:
ما جاء عند السيد: عبد الحي بن أحمد بن محمد ابن العماد
العَكري الحنبلي، أبو الفلاح (المتوفى١٠٨٩هـ) في كتابه شذرات الذهب في أخبار من
ذهب صـ ١٠/ ٣٧١: ((وفيها أبو العبّاس الحريثي المصري الشافعي نشأ في العبادة والاشتغال بالعلم، وقرأ القرآن
بالسبع، ثم خدم سيدي محمد بن
عنان. وأخذ عنه الطريق وزوّجه بابنته، وقرّبه
أكثر من جميع أصحابه...))
وما
جاء عند السيد: نجم الدين محمد بن محمد الغزي (المتوفى: ١٠٦١ هـ) بكتابه الكواكب
السائرة بأعيان المئة العاشرة صـ ٢ / ٩٤ ((أبو العباس الحريثي، المصري. نشأ في العبادة والإشتغال بالعلم، وتلا القرآن
العظيم للسبع، ثم خدم سيدي محمد بن عنان، وأخذ عنه الطريق، وزوجه الشيخ بابنته، وقربه
أكثر من جميع أصحابه...))
هذا
وقد ترجم المرحوم علي باشا مبارك في الخطط التوفيقية صـ ٩٥ لنسبه البكري حين تعرضه
لزوايته بزفتي، فقال: وبها زوايتين للصلاة أحدهما زاوية أبي العباس الحريثي الصديقي، ويقال أنه من اولاد سيدي عبد الرحمن بن أبي بكرالصديق رضي الله عنه.
والجدير
بالذكر أن الشيخ: أبي العباس الحريثي هو: أحد أعلام التصوف الذي زخرت كتب المتصوفة
بتراجمه وتوفى رحمه الله سنة ٩٤٥ هجريا بثغر دمياط، ودفن بزاوية الشيخ شمس الدّين الدمياطي،
وقبره بها، وأقيمت له عدة
زوايا بأكثر من بلد منها المحلة وزفتى بمحافظة الغربية.
وفي النهاية رصد هذه الزيجات ما هو إلا انعكاس لكفاء النسب فيما بين بطون قريش، خاصة في ذرية الشيخين رضي الله عنهما.