كان عبيد الله بن عمر
رضي الله عنهما، قويًا شديد البطش، وكان قد اكتسب أمة من الكوفة، فنال منها،
فاشتملت على ولد وهو لا يدري، ثم إنه غضب عليها فضربها، وطلبت إليه فيها امرأة من
بني أسد فوهبها لها، فولدت عندها الحر بن عبيد الله، فباعتها إلى جرير بن عبد الله
البجلي، فقالت لجرير: إن هذا ابن عبيد الله بن عمر، فقال جرير: ما كنت لأستعبد
ابنا لعمر.
وحين بلغ الحر بن عبيد
الله بن عمر، قدم المدينة على عبد الله بن عمر فقال: أنا الحر بن عبيد الله ابن أخيك.
فقال ابن عمر: لست
أدخل في هذا النسب أحدا إلا بثبت فإن كانت عندك بينة وإلا فاذهب.
فانصرف غاضبا فمر
بعاصم بن عمر بن الخطاب، وكان عاصم عالما بالقيافة فقال: ردوا عليَّ هذا الغلام
فلئن كان لعبيد الله ابن إنه لهذا، فقال: يا غلام من أنت؟
قال: أنا الحر بن
عبيد الله.
قال: مرحبا بك أنت
ابن أخي لعمري، فقبله آل عاصم وزوجوا ولده نساءهم، وأباهم عبد الله بن عمر وولده.
ثم زوج من ولده
فيما بعد أبو بكر بن سالم بن عبد الله بن عمر فلحقوا بهم، وثبت نسبهم فلا يعلم
اليوم أحد يدفعهم.
وولد الحر:
البختري بن الحر، ولولد البختري عدد بحران وبالأندلس؛ كان منهم الطيب بن عمر بن
الطيب بن محمد بن السليل بن سعيد بن عبد الودود بن البختري بن عمر بن البختري بن
الحر بن عبيد الله بن عمر، كان مدبر مملكة إدريس بن علي بن حمود الحسنى بالمغرب.
وولد الطيب هذا: عبد الرحمن، من أهل الطلب والعناية؛ وقد انقرض ولد الطيب بن محمّد
بن السليل.
جمل من أنساب الأشراف 10/ 458، 459
جمهرة أنساب العرب 1/ 154