الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أما ....بعد ،
لعل إفتقار بعض العشائر للمخطوطات والوثائق هو الدافع وراء لجوئهم إلى الطنطنة ليل نهار بالتواتر.
والمطنطنين بذلك من أهل النسب ما بين جاهل بمفهوم الكلمة أو عالم بالمفهوم والمدلول وأذله الهوى فصار يدلس ليضفي على نسبه تواترا مصطنعا
والغريب أنه لا يوجد نسب على وجه البسيطة حاز تواترا بشقيه اللفظي والمعنوي
فالتواتر بمعناه في اللغة من الشيوع والتوالي والتتابع والتلاحق ، لا يختلف كثيرا عن مدلوله في علم الرواية والحديث المعروف بكونه :
رواية جمع عن جمع بما يفيد القطع و يؤمن تواطؤهم على الكذب
وينقسم التواتر إلى :
1- تواتر لفظي : وهو إتفاق الرواة على اللفظ ومعناه بحيث تتلاحق الرواية على ألسنة الجمع بذات الألفاظ والأسماء دون تبديل أو نقص أو زيادة
2- تواتر معنوي : وهو إتفاق في المدلول وإختلاف في الألفاظ كأن يتفق الرواة على كون فلان بن فلان هاشمي أو بكري أو عمري ولكن إختلفوا فيما نقلوه من أسماء في عمود نسبه
وللتواتر شروط لا يتحقق بدون أحدها :
أولا : أن يكون في جمع كبير يستحيل أن يتفقوا على كذب
ثانيا مصاحبة روايات جموع الرواة للنسب زمانيا بحيث يكون من جمع إلى جمع متواليا ومتلاحقا عبر الحقب الزمنية المختلفة.
ثالثا أن يكون سند الإنتهاء حسي لا ظني، ثابت وقطعي.
و في النهاية إن المتتبع لمعنى التواتر وشروطه ، يجد أنه بابا موصدا أمام كافة الأنساب التي لا نرى منها اليوم ما حاز شهرة جموع متلاحقة زمانيا، ولا ترقى بأي حال من الأحوال ثبوتا أو إتفاقا لفظيا أومعنويا بسند قطعي لا ظني
الفقير إلى العلي القدير
خالد عبدالله عنان العُمري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق