الاثنين، 6 نوفمبر 2017

استغراق أولاد عنان لأسماء البلدان



الحمد لله الذي تفرد بالعز والجلال، وتوحد بالكبرياء والكمال، وجلّ عن الأشباه والأشكال ، بيده ملكوت السماوات والأرض ومفاتيح الأقفال، لا رادّ لأمره ولا معقب لحكمه وهو الخالق الفعال ، واشهد إن لا اله إلا الله وحده لا شريك ، له الملك و له الحمد وهو علي كل شيء قدير ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .
أما ...... بعد ،



إن كان ليس من اليسير أن يقتفي الباحث في مجال الأنساب تاريخ قبيلة أو عشيرة معينة وخاصة إن شاء أن يضرب في أعماق قرون مضت ، لما يصادفه من غياب المصادر و اختفاء المعالم و ندرة الأثر .

إلا أنه على عكس ذلك تماما حين يتعرض لقبيلة أو عشيرة غنية بتراثها ذات أثر وتراجم ، فيكون البحث ثريا موثقا و متفردا.

و هذا ما ألتمسه حين أتعرض لأحد بطون أو مواطن السادة العنانية العُمرية بدلتا مصر ، فما وطئت أقدامهم موطنا إلا وكان أثرهم عظيم ، و صاروا كالشمس في كبد السماء لا يلتحق بهم مدعي إلا انكشف ، ولا يقترب منهم متجاوز إلا ذل  .

نسبٌ كأن عليه من شمس الضحى ... نوراً ومن فلق الصباح عمودا

   ولم يكتفوا  بمفاخر نسبهم أو بعظيم تراثهم ، بل زادوا وعمروا البلاد ، فبنوا المساجد و الكتاتيب و خصصوا لأنفسهم دواوين لم تخلوا من ضيافة الغريب و إيواء المحتاج ، و كأنهم كما قال الشاعر :

إنا وإن أحسابنا كرمت ... لسنا على الأحساب نتكل
نبني كما كانت أوائلنا ... تبني ونفعل مثل ما فعلوا


فلا عجب أن تتفاجئ حين البحث بالعديد من القرى و الضواحي والشوارع و الأحواض الزراعية بأسمائهم أو أن تجد هذا العدد الهائل من الأضرحة التي بناها الناس حبا لهم و كرامة لعظيم نسبهم ، فأينما ترمي البصر في مواطنهم ترى أضرحة و مساجد و زوايا وكتاتيب  باسم أولاد عنان

والذي ينفردون به أيضا هو اطلاق ألقابهم على بعض مواطنهم رغم حداثة نزولهم والتي كان من بينها كفر العنانية المجاورة لقرية برهمتوش بالسنبلاويين .

كفر العنانية

صورة من على جوجل

فبمجرد نزول الشيخ أحمد شهاب الدين بأولاده الثلاثة بها في منتصف القرن التاسع الهجري إلا و إنفصلت عن برهمتوش و أخذت إسم كفر العنانية .

والملاحظ هنا هو أنها حملت الإسم قبل سنة الإنفصال أي قبل عام 933 هجريا كما رصد ذلك القاموس الجغرافي .

والشاهد من وراء ذلك أن إقترانها بإسم العنانية كان في نفس القرن الذي نزل فيه أحمد شمس الدين ، ما يدلل على عظيم شأنه وشأن أولاده الثلاثة الذين إستغرق لقبهم منطقة كاملة تأوي العديد من الأسر الأقدم تواجدا و الأكثر عددا .

النسب
وينتسب السادة العنانية بكفر العنانية إلى خضر بن علي بن عنان بن علي بن عليم العُمري من ذرية عبدالرحمن بن عبدالله بن عمر بن الخطاب  العدوي القرشي ، وما زال لجدهم علي حجي ضريح مشهود بقرية بشلا مركز ميت غمر .



عبدالقادر بن عنان
و للسادة العنانية بها ضريحين معلومين أحدهما لأحمد شمس الدين و الثاني لعبدالقادر أحد أبنائه الثلاثة .

و كما يوجد  مسجد بإسم ابن عنان بكفر العنانية ، يوجد أيضا بقرية برهمتوش مسجد بإسم ابن عنان 

ولم يغفل المؤرخون عن الترجمة لهذا الشيخ الذي لا يقل شأنا عن أخيه محمد بن عنان دفين ضريحه بمسجد أولاد عنان بميدان رمسيس .

فتُرجِمَ له بطبقات الشعراني الذي قال فيه كان يتلو القرآن أناء الليل و أطراف النهار إن كان يحصد أو يزرع أو يمشي ، وقال عنه أخيه الشيخ محمد بأنه عمارة الدار و البلاد و كان يغلب عليه الصفا و الاستغراق



كما له ترجمة أيضا في الكواكب الدرية بنفس المعنى
هذا حالهم في دلتانا تراث و تاريخ يصطدم به دعاة النسب وخاصة هذه الفرق التي تتخذ من المتشابه في اللقب في جنوب مصر وبعض المناطق في شمالها ، فحال بينهم وبين الإلتصاق ، بطون لا يخفى نسبها ومخطوطات قننت أوضاعها .

لله درّ أولاد عنان سادة كرام ليس بينهم دخن أو فيهم خفاء

الفقير إلى العلي القدير 
خالد عبدالله عنان العُمري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق