إن الحمد لله نحمده و نستعينه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا
اما ..... بعد ،
قال تعالى " شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط " [آل عمران ].و قال أيضا سبحانه وتعالى " إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور" [فاطر].
و من عظيم فضله تبارك وتعالى أن جعل من ذرية أمير المؤمنين الفاروق عمر رضي الله عنه وعن سائر الصحب و الآل ، نهر لا ينضب أو يجف من عطاء ، فالمتتبع لسيرتهم و تراجمهم و إن كانوا من شجرة واحدة إلا أن ثمارها أينعت متفاوتة ما بين عالم وفقيه ومحدث و زاهد و فارس و قاضي و أمير ، فجميعها ثمار من فيض شخصيات عمر .
نعم فهو عمر ذلك القرشي الملهم الذي وافق به القول الوحي ، و أعز به الإسلام من بعد ضعف ، فجمع بين جوانبه شخصيات حوت من فضائل الأخلاق ومكارمها ما حوت ، فما بحثت عن منقبة أو فضيلة إلا وكان لعمر فيها سبق ، ذلك هو ميراث آل عمر من نبتته الطيبة المباركة .
و محل بحثي هنا أحد هذه الثمار و إن كان ليس بالشخصية المشهورة ، إلا أنه كان عليه رحمة الله من أهل الفضل و العلم في زمانه .
أبو اليسر
(محمود بن محمد العناني العُمري)
نشأته :
ولد رحمه الله في النصف الأول من القرن الثاني عشر الهجري بكفر العنانية ـ مركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية ، لأسرة دينية نشأت ما بين ضريحي جده أحمد شمس الدين و عبدالقادر بن عنان و مسجدهم المعروف بمسجد أولاد عنان .
نسبه :
فهو حفيد أولياء الله الصالحين : محمود بن محمد بن أبوالعنين بن أحمد بن زين الدين بن رضوان بن شعيب بن رضوان بن عبدالله بن أبواليسر بن العارف بالله عبدالقادر (ضريحه بكفر العنانية) بن أحمد شمس الدين (ضريحه ببرهمتوش ) حفيد علي حجي (ضريحه بمسجده ببشلا) بن علي بن خضر (ضريحه بالمسجد العُمري ببشلا ) بن علي (ضريحه بميت أبوخالد) بن عنان بن علي (ضريحه بكفر عليم) بن عليم بن عبدالرحمن بن عبدالمجيد بن أبي النجا بن أبي بكر شبانه (جد السادة الشبانية) بن أبي القاسم بن عبدالله بن عنان (ضريحه بجبل القدس) بن أبي العباس بن محمد بن أبى الحسن علي (ضريحه بساحل أرسوف ) بن عليل ( المعروف عند العامة بعليم ) بن محمد بن عمار العدوي بن يوسف بن يعقوب بن عبدالرحمن بن عبدالله بن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنهما .
كما يعود نسبه إلى الدوحة النبوية عن طري البطون للإمام الحسين بن فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
و يرجع سبب إقتران إسمه بأبواليسر نسبة إلى جده أبواليسر بن عبدالقادر بن عنان العمري ، الذي إشتهر مثله بالزهد و الورع .
سيرته العلمية :
حفظ القرآن الكريم مبكرا و التحق بالأزهر الشريف وتخرج منه وعمل في مجال الدعوة ، فكان أحد مشايخ عصره المعروفين بالعلم و الزهد و الورع ، و له العديد من المخطوطات التي لم ينشر منها إلا اثنتين ، و ترجمت لهما بعض المصادر منها :
أولا : كتاب خلع الأنوار في الصلاة على النبي المختار
ثانيا : كتاب الروض الأزهر في مناقب الجد الأكبر
هذا و إن غفل عن تاريخه الكثير إلا أن سيرته العطرة ما زالت باقية خالدة ، كحلقة من حلقات تاريخ البيت العُمري على أرض الكنانة .
الفقير إلى العلي القدير
خالد عبدالله عنان العُمري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق